لا عجب أن تكون (هند) ذات الأربعة والعشرين ربيعا أصغر بليونيرة على وجه الأرض، فهي ابنه الراحل رفيق الحريري "رحمه الله" ولكن العجب أن يكون مارك جوكربيرج ذو الثلاثة والعشرين خريفا هو أصغر بليونير، خاصة وأنه انسحب من دراسته الجامعية ليتفرغ لموقعه فيس بوك على الانترنت وما أدراكم ما الفيس بوك.
بدأ الموقع قبل أربع سنوات ليجذب الملايين من الشباب والشابات إليه، موقع يهدف إلى التواصل الاجتماعي بين الناس مع أقربائهم وزملائهم وأحبابهم، حول العالم قاطبة، فبمجرد أن تسجل بهذا الموقع المجاني فإنه سيتم تخصيص حيز لك فيه، تضع معلوماتك الخاصة والعامة وتكتب فيها ما تشاء لمن تشاء، وترسم وتضع صورك وأفلامك، مكونا بذلك عالمك الخاص والذي يعكس شخصيتك وميولك واهتماماتك.
عندما تبحث عن أصدقاء قدامى من هنا وهناك، ستجد عددا لا بأس به من أقربائك ومعارفهم، فصديق الثانوية الذي لم تره منذ عقد ستجده هناك وستجد أن لديه كافة شلة الفصل، وابن عمك ستجد أن قائمة أصدقائه لا تخلو من أقرباء لك قد لا تعرف منهم إلا الاسم، وأخوك المبتعث ستشعر أنه معك بسواليفه و(متخرماته) التي ما يلبث أن ينشرها بين الحين والآخر، وستكتشف بأنه تكونت لديك قاعدة معارف خلال أيام قلائل كنت تحتاج إلى سنين لتكوينها.
إن ما ساعد على انتشار هذا الموقع هو دعمه لنزعة الحرية الشخصية المولوده فينا بالاضافة لكونه يتميز بالمصداقية، فكل شخص يسجل يظهر بريده الإلكتروني الخاص به، فإذا كنت تعرف إيميل صديقك فإنه لن يأتي أحد غريب لينتحل شخصيته أمامك وبهذه تميز فيس بوك عن موقع ماي سبيس المنافس له.
كنت قد قرأت قديما أنه يأتي على الانترنت زمان يتحول فيه الزبائن إلى موظفين في بناء بعض المواقع الناجحة، ولقد رأيتها في فيس بوك قد تحققت، فالناس الذين يسجلون في هذه المواقع هم من يكتبون ويملأون صفحات الموقع، فأنت تكتب ليقرأ ذاك، وهو يكتب لتقرأه أنت، تماما مثل يوتيوب، فأنت تشاهد أفلام غيرك وغيرك يشاهد أفلامك، وهكذا يتفرج ملاك المواقع علينا لأننا نقوم بخدمتهم وزيادة أرباحهم من جهدنا ووقتنا بالمجان، إن مثل هذه الظاهرة في هذه المواقع تسمى (Prosumption) فالمستهلك هو الموظف، ومع تزايد العلاقات والصداقات يتكاثر إقبال الناس على هذا الموقع ويساهمون في جعله كبيرا، حيث قدر أن كل شخص يقضي على الأقل ساعة يوميا في الموقع، ومالكه متكئا على أريكته في كاليفورنيا يستمتع بهذه الجهود العالمية التي تساهم في زيادة حجم موقعه ليحصد الملايين من الدولارات من خلال الدعايات التي تملأ موقعه.
ما يعيب الفيس بوك هو كثرة وتشابه تطبيقاته الداخلية، فهناك (Wall) وهناك (Super Wall) وهناك (Very Super Wall) وهي مصطلحات يقصد بها إن ما تكتبه في جدارك أي صفحتك فإنه سيظهر عند كافة أصدقائك، والعكس صحيح .. فلو قدر أن أحد أصدقائك وضع مقطعا أو صورة مخلة بالآداب فإنها ستظهر في صفحتك وسيتفاجأ زوراك بذلك معتقدين بأنك تؤيد مثل ذلك. ولذا فانتبه لما يضعه أصدقاؤك واخترهم بعناية.
المشكلة الأخرى إن كثرة المناظر والمقاطع غير اللائقة وخاصة أمام الشباب الصغار قد تهز القيم لديهم وتميع بعض الأعراف، إلا إن الحصيف يعرف ما ينفعه ويضره، وكما قيل فإن مثل هذه الموقع وغيرها من مخرجات التقنية فيها فوائد كثيرة وفيها الضار الذي ينفع معه التلقيح وأخذ المضادات بدلا من الحجب والمنع.
وأخيرا فإن دور شركات الاتصالات من هذه الظاهرة وهذا المحتوى الهائل التي تخرجه هذه المواقع، هو الاستفادة المبكرة من خلال عقد اتفاقيات معهم إن لم يكن الاستحواذ عليهم، فهذه المواقع ما هي إلا قنوات المستقبل حيث ستندثر على إثرها قنوات التلفاز والإعلام الأخرى التقليدية.
بدأ الموقع قبل أربع سنوات ليجذب الملايين من الشباب والشابات إليه، موقع يهدف إلى التواصل الاجتماعي بين الناس مع أقربائهم وزملائهم وأحبابهم، حول العالم قاطبة، فبمجرد أن تسجل بهذا الموقع المجاني فإنه سيتم تخصيص حيز لك فيه، تضع معلوماتك الخاصة والعامة وتكتب فيها ما تشاء لمن تشاء، وترسم وتضع صورك وأفلامك، مكونا بذلك عالمك الخاص والذي يعكس شخصيتك وميولك واهتماماتك.
عندما تبحث عن أصدقاء قدامى من هنا وهناك، ستجد عددا لا بأس به من أقربائك ومعارفهم، فصديق الثانوية الذي لم تره منذ عقد ستجده هناك وستجد أن لديه كافة شلة الفصل، وابن عمك ستجد أن قائمة أصدقائه لا تخلو من أقرباء لك قد لا تعرف منهم إلا الاسم، وأخوك المبتعث ستشعر أنه معك بسواليفه و(متخرماته) التي ما يلبث أن ينشرها بين الحين والآخر، وستكتشف بأنه تكونت لديك قاعدة معارف خلال أيام قلائل كنت تحتاج إلى سنين لتكوينها.
إن ما ساعد على انتشار هذا الموقع هو دعمه لنزعة الحرية الشخصية المولوده فينا بالاضافة لكونه يتميز بالمصداقية، فكل شخص يسجل يظهر بريده الإلكتروني الخاص به، فإذا كنت تعرف إيميل صديقك فإنه لن يأتي أحد غريب لينتحل شخصيته أمامك وبهذه تميز فيس بوك عن موقع ماي سبيس المنافس له.
كنت قد قرأت قديما أنه يأتي على الانترنت زمان يتحول فيه الزبائن إلى موظفين في بناء بعض المواقع الناجحة، ولقد رأيتها في فيس بوك قد تحققت، فالناس الذين يسجلون في هذه المواقع هم من يكتبون ويملأون صفحات الموقع، فأنت تكتب ليقرأ ذاك، وهو يكتب لتقرأه أنت، تماما مثل يوتيوب، فأنت تشاهد أفلام غيرك وغيرك يشاهد أفلامك، وهكذا يتفرج ملاك المواقع علينا لأننا نقوم بخدمتهم وزيادة أرباحهم من جهدنا ووقتنا بالمجان، إن مثل هذه الظاهرة في هذه المواقع تسمى (Prosumption) فالمستهلك هو الموظف، ومع تزايد العلاقات والصداقات يتكاثر إقبال الناس على هذا الموقع ويساهمون في جعله كبيرا، حيث قدر أن كل شخص يقضي على الأقل ساعة يوميا في الموقع، ومالكه متكئا على أريكته في كاليفورنيا يستمتع بهذه الجهود العالمية التي تساهم في زيادة حجم موقعه ليحصد الملايين من الدولارات من خلال الدعايات التي تملأ موقعه.
ما يعيب الفيس بوك هو كثرة وتشابه تطبيقاته الداخلية، فهناك (Wall) وهناك (Super Wall) وهناك (Very Super Wall) وهي مصطلحات يقصد بها إن ما تكتبه في جدارك أي صفحتك فإنه سيظهر عند كافة أصدقائك، والعكس صحيح .. فلو قدر أن أحد أصدقائك وضع مقطعا أو صورة مخلة بالآداب فإنها ستظهر في صفحتك وسيتفاجأ زوراك بذلك معتقدين بأنك تؤيد مثل ذلك. ولذا فانتبه لما يضعه أصدقاؤك واخترهم بعناية.
المشكلة الأخرى إن كثرة المناظر والمقاطع غير اللائقة وخاصة أمام الشباب الصغار قد تهز القيم لديهم وتميع بعض الأعراف، إلا إن الحصيف يعرف ما ينفعه ويضره، وكما قيل فإن مثل هذه الموقع وغيرها من مخرجات التقنية فيها فوائد كثيرة وفيها الضار الذي ينفع معه التلقيح وأخذ المضادات بدلا من الحجب والمنع.
وأخيرا فإن دور شركات الاتصالات من هذه الظاهرة وهذا المحتوى الهائل التي تخرجه هذه المواقع، هو الاستفادة المبكرة من خلال عقد اتفاقيات معهم إن لم يكن الاستحواذ عليهم، فهذه المواقع ما هي إلا قنوات المستقبل حيث ستندثر على إثرها قنوات التلفاز والإعلام الأخرى التقليدية.