الأسباب المهيئة للسكتة الدماغيــة
باعتبار أن الوقاية دائماً خير من العلاج، فإن تجنب المسببات هي أمر وقائي، ومن هذه المسببات ما يمكن تجنبه تجنباً كاملاً، ومنها ما يمكن تلافيه أو تأخيره أو تخفيف وقعه، وهذه المسببات:-
أولاً:ارتفاع ضغط الدم:
يأتي ارتفاع ضغط الدم في مقدمة الأسباب المهيئة للسكتة الدماغية، إذ إنها تشكل 40 – 70 % من مجموع حالات الإصابة، والأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم يملكون أسباباً أقوى تهيئهم للإصابة بالسكتة الدماغية. إن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرايين، ويؤدي أيضاً إلى زيادة في عمل القلب، مما يجعل الأوعية الدموية الصغيرة تشكل عائقاً يعيق تدفق الدم لأنها تتحمل كمية إضافية من الجهد، ونتيجة هذا الجهد المتكاثف فإنها تضعف إلى حد تصبح فيه الإصابة بالسكتة الدماغية ممكنة.
ثانياً:التقدم في السن:
عند التقدم بالسن فإن وظائف أساسية في الجسم تفقد جاهزيتها ولياقتها أو تفقد قسماً كبيراً منها ومن المقدرة على تأدية ما يجب عليها أن تؤديه. فالشرايين مثلاً تصبح أكثر قابلية للعطب وأقل مرونة وأضعف مناعة ومقاومة، إن الشرايين بالنسبة للمسنين إما أن تقسى وتفقد مرونتها وتسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين، وإما أن تتراخى وتضعف وتتصدع وتصبح أقل تماسكاً وأكثر هشاشة، وعندها يمكن أن يحصل التشقق والنزيف، ثم النزيف الدموي الداخلي، وإذا حصل أحد هذين السببين، التصلب والنزيف في الدماغ فإنه يهيئ للإصابة بالسكتة الدماغية.
ثالثاً:البدانة وزيادة الوزن:
البدانة هي زيادة بنسبة 40% أكثر من الوزن الطبيعي، والبدانة هنا هي تحميل إضافي على القلب وعلى الفقرات، وعلى الرئتين وعلى كل الوظائف الحيوية في الجسم، والتي تؤدي كل منها عملاً يلائم وزناً طبيعياً معيناً، فإذا زاد هذا الوزن، زاد إتعاب العضو، وتطلب منه مجهوداً أكبر، مما يؤدي إلى تعبه بشكل مبكر وإلى تعطيل في قيامه بوظيفته على الوجه الأكمل.
رابعاً:السكري:
يحدث نتيجة لتخريب في جزر لانجرهانز في البنكرياس كما هو معروف مما يؤثر على إفراز هرمون الأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم، ولهذا أثره على جميع وظائف الجسم الحيوية، ومنها تأثيره في الأوعية الدموية حيث يمكن أن يحدث نزيفاً داخلياً. وازدياد نسبة السكر في الدم سبب مساعد يسرّع عملية تصلب الشرايين، هذا والمصابون بالسكري لديهم أسباب أقوى لارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالسكري تمهد وتهيئ للبدانة ولارتفاع مستوى الكوليسترول، وهي كلها كما نعلم أسباباً تزيد احتمال حدوث السكتة الدماغيـــة.
خامساً:مستوى الكوليسترول في الدم:
الكوليسترول مادة أساسية موجودة بشكل طبيعي في أجسامنا وهي تُنتج بشكل تلقائي، والكوليسترول أيضاً مادة متواجدة في الكثير من الأطعمة التي كلما استهلكنا قسماً منها كلما زاد تواجد الكوليسترول في دمنا. إن الكوليسترول يعتبر صلة الوصل بين السكتات الدماغية والنوبات القلبية، ولذلك فإن مراقبة مستوى الكوليسترول في الدم، وخاصة التوازن بين نوعي الكوليسترول الحميدة HDL والسيئة LDL ، وتعزيز هذا التوازن بالحمية وخاصة بالنسبة للدهون والمواد الآحية، وبممارسة التمرينات الرياضية المنتظمة.
سادساً:التدخين:
من الطبيعي أن التدخين يخفض كثيراً من نسبة الأكسجين في الدم والأكسجين كما نعرف يقوم بالمبادلات والوظائف الأساسية التي يؤديها بالدم في عمله الدوراني. وقلة الأكسجين بسبب التدخين، يؤدي إلى أضرار عديدة تحدث في جدران الشرايين وتسبب تضيقات في الأوردة الصغيرة والشعيرات الدموية.
سابعاً:أقراص منع الحمل:
وجدت إحدى الدراسات الخاصة بالسكتة الدماغية أن النساء اللواتي يستعملن أقراص منع الحمل يملكن احتمالاً للإصابة بالسكتة الدماغية، أعلى بتسع مرات من النساء اللواتي لا يستخدمن هذه الأقراص، هذا السبب يزيد 20 مرة إذا ترافق مع الارتفاع في ضغط الدم.
كيف تحصل السكتة الدماغية
الأسباب المباشرة العضوية
1.انسداد الشرايين Infarction
للأسباب السابقة، أو لأحدها، قد ينسد أحد جدران الشرايين في الدماغ أو العنق، وهذا إلى تموّت الخلايا الدماغية بسبب عدم وصول الدم المحمّل بالأكسجين الضروري لحياة الخلايا، وبسبب تموّت هذه الخلايا، فإن المهام التي كانت تنفذها المنطقة المحرومة أو المتموتة من الدماغ، تنعدم تماماً.
2.السكتة التخثرية Thrombosis
حالة التجلط هذه أكثر أشكال السكتة الدماغية حدوثاً، إذ أن 40% من كل السكتات الدماغية هي سكتة تخثرية. في هذا النوع من الإصابة تحصل إعاقة لتدفق الدم في الدماغ، إما عميقاً أو في الشرايين السباتية الخارجية، أي في العنق بسبب جلطة تتكون في أحد تلك الشرايين. إن أكثر ما يسبب هذا النوع من التجلط هو تصلب الشرايين، حيث تصبح الجدران الداخلية للشرايين أقل مرونة مما يسمح للترسبات الكثيفة من المواد الدهنية أن تضيّق مجاري الدم، مما يجعل مرور الدم صعباً، وبالتالي فإن ازدياد هذه الترسبات قد يسبب خثرة دموية، ومما يزيد حجم الخثرة وتفاقم المشكلة تواجد كميات عائمة من الكوليسترول تنجذب نحو الخثرة المتوضعة، والنتيجة تكون انسداد مجاري الدم.
3.السكتة الدماغية الإنسدادية Embolic Stroke
إن مزيجاً من النسيج الجسدي والدم والكوليسترول هو المسبب لهذا النوع من الإصابة وهذا المزيج يتكون وينشأ في مكان آخر من الجسد بعيداً عن الدماغ يكون عادة في القلب أو الشريان السباتي في العنق، ثم تنتقل إلى الدماغ، حيث تنفصل قطعة من هذا المزيج لتصبح سدّة يحملها الدم إلى الدماغ.
حصول السكتة الدماغية
ليس الفالج الشقي الأيمن أو الأيسر هو الأثر الوحيد الذي تخلفه السكتة الدماغية، فهناك آثار كثيرة تخلفها السكتة، وهذه الآثار تختلف حسب الإصابة إن كانت في النصف الأيمن من الدماغ أم في النصف الأيسر منه. من المعروف طبعاً أن مظاهر وآثار الإصابة في النصف الأيمن للدماغ تظهر في النصف الأيسر من الجسم، والإصابة في النصف الأيسر من الدماغ تظهر في النصف الأيمن. وليست دائماً العوارض متشابهة عند كل الأشخاص المصابين بالسكتة، ولكن عندما تحصل السكتة في مساحة محددة في الدماغ، فإننا نستطيع أن نميّز عوارض متشابهة، وهكذا فإن تحديد مكان الإصابة بدقة يساعد في التشخيص، وفي تحديد برنامج العلاج وإعادة التأهيل. والآن سوف نستعرض أهم العوارض المعروفة،والتي تحصل في كل نصف كروي من الدماغ، وتلك التي تحصل في جذع الدماغ والمخيخ.
عوارض سكتة النصف الكروي الأيمن من الدماغ
1. فالج شقي Hemiplegia في الجهة اليسرى من الجسم.
2. صعوبات في الإدراك، وتقييم ضعيف للأمور، وسلوك عدواني ومزاج متقلب.
3. إعاقة في الذاكرة البصرية وفقدان الحقل البصري الأيسر.
4. إفراط في الكلام، وثرثرة دون معنى، أو صمت شبه كامل وعجز في النطق وأحياناً حبسة كلامية Aphasia.
5. بعض المشاكل النفسية والعاطفية، حيث يتبدل المصاب، وبدون سبب ظاهر معروف من الضحك إلى البكاء، ومن الهيجان النفسي والاندفاع والانفعال الغير منضبط إلى الكسل والبلادة واللامبالاة، ومن العدوانية والشراسة، إلى الرقة واللطف والوداعة، حسب المنطقة المصابة، فص جبهي أو جداري.
عوارض سكتة النصف الكروي الأيسر من الدماغ
1. الفالج الشقي في الجهة اليمنى من الجسم، وغالباُ ما يكون هذا النوع من الفالج ( الأيمن ) أصعب من الأيسر، وأقل تجاوباً مع البرنامج التأهيلي، وهو ما يلاحظه المعالجون، ولكن يبقى هذا الكلام يفتقر إلى البرهان العلمي، إذ إن هناك الكثير من حالات الفالج الأيمن قد تعافت بسرعة مذهلة دون أن تخلف أي أثر يذكر.صعوبة في مشاكل اللغة، وفقدان جزئي مؤقت للمقدرة على الكلام، أو فقدان كلي دائم وهو يسمى بالحبسة الكلامية Aphasia ويكون أكثر في حالات إصابات الدماغ الأيسر منها في الأيمن ( أي أنها ترافق الفالج الأيمن الشقي ).يرافق الحبسة الكلامية أحياناً نسيان جزئي مؤقت للكتابة أو الفقدان الجزئي لهذه الوظيفة المكتسبة، والتي غالباً ما تكتمل بالتدريج أثناء البرنامج العلاجي.وهناك أيضاً مشاكل أخرى ترافق الحبسة الكلامية مثل أخطاء في صياغة الجمل والكلمات وبالتالي نقص في القدرة على التعبير.وأيضاً تكرار الجمل والعبارات والكلمات مراراً، كتكرار عبارات الترحيب أو تكرار الكلمات غير اللائقة، أو بعض العبارات البذيئة.....إلخ.بعض الصعوبات في قراءة بعض الكلمات، ناتجة عن الصعوبة في رؤيتها بشكل واضح.نقص في الأبصار وفقدان الحقل البصري الأيمن في بعض الحالات.ضعف في الذاكرة والتركيز ونسيان دائم لأسماء الأمكنة المحيطة والأسماء المعروفة والمتواجدة في المحيط اليومي.حالات متقطعة من الاكتئاب النفسي، والانغلاق على الذات، ومقاطعة المجتمع والمحيط الخارجي بكامله، وهذه الحالة (الاكتئاب) متواجدة عند المصابين بالسكتة الدماغية اليسرى بنسبة 70% بينما هذه النسبة عند المصابين بالسكتة اليمنى 15% فقط حسب إحصاءات متعددة.من الأعراض الأخرى للسكتة الدماغية اليسرى، صعوبات في عمليات الحساب، ونقص في القدرة على إجراء العمليات الحسابية الأربعة، وخاصة الذهنية منها، وبالتالي خوف وعجز أمام عالم الأرقام. ضعف في ذاكرة الألفاظ، وعدم مقدرة وإحباط في معالجة المعلومات، وهي مرحلة مؤقتة غالباً، ودائمة أحياناً تتصف بعدم المقدرة على فهم العالم الخارجي عالم مصادر التنبيه والإحساس، وضعف في المقدرة على صياغة وتنظيم خطط العمل. هناك أسئلة توضح الأسباب النفسية والانفعالية التي قد تكون السبب المباشر في حصول السكتة، فقد تكون حدثت أثناء مناقشة حادّة، أو انفعال عنيف أو نتيجة خبر مزعج مفاجئ، أو مفرح، أو كارثة، أو جائرة، أو نجاح غير متوقع....إلخ.
هذه المعلومات التشخيصية إضافة إلى التدعيم بالاستقصاءات المخبرية والشعاعية تساعد في معرفة طبيعة الشخص المصاب، وموقع حصول السكتة عنده، وسبب حصولها، وتساهم في تحديد ما يجب فعله، ونوع العلاج الدوائي أو الجراحي أحياناً، والأهم من ذلك برنامج إعادة التأهيل.
برنــامــج التأهيــل (العــلاج الطبيــعي)
بعد معرفة سبب السكتة الدماغية وكذلك مكانها، يمكن البدء بإعداد برنامج تأهيلي وعلاجي، ومنها الآتــي:
التمــــارين السلبيـــة
PASSIVE MOVEMENT
- المقصود بالحركة السلبية هو أنها حركة تتم على المفصل أو عدة مفاصل بفعل قوة خارجية يقوم بها المعالج أو المريض نفسه أو جهاز ميكانيكي وكل ذلك يتم بدون مشاركة العضلات في أداء الحركة بشكل مباشر .
- أقسام الحركات السلبية:
ا- الحركات السلبية الإرتخائيةRELAXED PASSIVE MOVEMENT:
هذه الحركات تؤدى بواسطة الشخص المعالج وتكون الحركة في حدود المدى الحركي الطبيعي للمفصل كلما أمكن ذلك أو في حدود ما يمكن للجسم تحمله من آلام بقدر مقبول .
- المبادئ الأساسية لعمل الحركات السلبية الإرتخائية:
1/ الإرتخاء Relaxation
2/ الإستنادSupport
3/ وضع المعالج وطريقة إمساكه للعضو Stans& grasp
4/ التثبيت Fixation
5/ الشد على المفصل Traction
ب-الحركات السلبية المساعدة على مرونة المفصل
Passive joint mobilization:
وهي حركات سلبية اهتزازية يتم أداؤها بطريقة سريعة في مدى حركي محدود تهدف إلى زيادة مرونة المفصل المتيبس وتؤدي بطريقة هادئة أو شدة ولكن في حدود .
ج- الحركات السلبية الإستطاليةPassive stretch:
هي حركات تؤدى في إتجاه معاكس للقصر وبقوة شد تدريجي ومستمر بغرض استطالة العضلات والأوتار ويتم تطبيقها في الحالات التي تنكمش وتقصر فيها العضلات .
وبعد البرنامج السابق يوجد كذلك تمارين لتعليم المشي وكذلك تمارين التوازن وبعدها إن أمكن الابتداء بالتمارين الإيجابية أو الإرادية وأقسامها Active Exercises
أيضا من برنامج التأهيل لحالات الجلطة الدماغية يمكن الاستفادة من العــلاج الكهربائي وكذلك العلاج المائي والموجودة في أقسام العلاج الطبيعي.........
باعتبار أن الوقاية دائماً خير من العلاج، فإن تجنب المسببات هي أمر وقائي، ومن هذه المسببات ما يمكن تجنبه تجنباً كاملاً، ومنها ما يمكن تلافيه أو تأخيره أو تخفيف وقعه، وهذه المسببات:-
أولاً:ارتفاع ضغط الدم:
يأتي ارتفاع ضغط الدم في مقدمة الأسباب المهيئة للسكتة الدماغية، إذ إنها تشكل 40 – 70 % من مجموع حالات الإصابة، والأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم يملكون أسباباً أقوى تهيئهم للإصابة بالسكتة الدماغية. إن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى ارتفاع الضغط الشرايين، ويؤدي أيضاً إلى زيادة في عمل القلب، مما يجعل الأوعية الدموية الصغيرة تشكل عائقاً يعيق تدفق الدم لأنها تتحمل كمية إضافية من الجهد، ونتيجة هذا الجهد المتكاثف فإنها تضعف إلى حد تصبح فيه الإصابة بالسكتة الدماغية ممكنة.
ثانياً:التقدم في السن:
عند التقدم بالسن فإن وظائف أساسية في الجسم تفقد جاهزيتها ولياقتها أو تفقد قسماً كبيراً منها ومن المقدرة على تأدية ما يجب عليها أن تؤديه. فالشرايين مثلاً تصبح أكثر قابلية للعطب وأقل مرونة وأضعف مناعة ومقاومة، إن الشرايين بالنسبة للمسنين إما أن تقسى وتفقد مرونتها وتسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين، وإما أن تتراخى وتضعف وتتصدع وتصبح أقل تماسكاً وأكثر هشاشة، وعندها يمكن أن يحصل التشقق والنزيف، ثم النزيف الدموي الداخلي، وإذا حصل أحد هذين السببين، التصلب والنزيف في الدماغ فإنه يهيئ للإصابة بالسكتة الدماغية.
ثالثاً:البدانة وزيادة الوزن:
البدانة هي زيادة بنسبة 40% أكثر من الوزن الطبيعي، والبدانة هنا هي تحميل إضافي على القلب وعلى الفقرات، وعلى الرئتين وعلى كل الوظائف الحيوية في الجسم، والتي تؤدي كل منها عملاً يلائم وزناً طبيعياً معيناً، فإذا زاد هذا الوزن، زاد إتعاب العضو، وتطلب منه مجهوداً أكبر، مما يؤدي إلى تعبه بشكل مبكر وإلى تعطيل في قيامه بوظيفته على الوجه الأكمل.
رابعاً:السكري:
يحدث نتيجة لتخريب في جزر لانجرهانز في البنكرياس كما هو معروف مما يؤثر على إفراز هرمون الأنسولين الذي ينظم نسبة السكر في الدم، ولهذا أثره على جميع وظائف الجسم الحيوية، ومنها تأثيره في الأوعية الدموية حيث يمكن أن يحدث نزيفاً داخلياً. وازدياد نسبة السكر في الدم سبب مساعد يسرّع عملية تصلب الشرايين، هذا والمصابون بالسكري لديهم أسباب أقوى لارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالسكري تمهد وتهيئ للبدانة ولارتفاع مستوى الكوليسترول، وهي كلها كما نعلم أسباباً تزيد احتمال حدوث السكتة الدماغيـــة.
خامساً:مستوى الكوليسترول في الدم:
الكوليسترول مادة أساسية موجودة بشكل طبيعي في أجسامنا وهي تُنتج بشكل تلقائي، والكوليسترول أيضاً مادة متواجدة في الكثير من الأطعمة التي كلما استهلكنا قسماً منها كلما زاد تواجد الكوليسترول في دمنا. إن الكوليسترول يعتبر صلة الوصل بين السكتات الدماغية والنوبات القلبية، ولذلك فإن مراقبة مستوى الكوليسترول في الدم، وخاصة التوازن بين نوعي الكوليسترول الحميدة HDL والسيئة LDL ، وتعزيز هذا التوازن بالحمية وخاصة بالنسبة للدهون والمواد الآحية، وبممارسة التمرينات الرياضية المنتظمة.
سادساً:التدخين:
من الطبيعي أن التدخين يخفض كثيراً من نسبة الأكسجين في الدم والأكسجين كما نعرف يقوم بالمبادلات والوظائف الأساسية التي يؤديها بالدم في عمله الدوراني. وقلة الأكسجين بسبب التدخين، يؤدي إلى أضرار عديدة تحدث في جدران الشرايين وتسبب تضيقات في الأوردة الصغيرة والشعيرات الدموية.
سابعاً:أقراص منع الحمل:
وجدت إحدى الدراسات الخاصة بالسكتة الدماغية أن النساء اللواتي يستعملن أقراص منع الحمل يملكن احتمالاً للإصابة بالسكتة الدماغية، أعلى بتسع مرات من النساء اللواتي لا يستخدمن هذه الأقراص، هذا السبب يزيد 20 مرة إذا ترافق مع الارتفاع في ضغط الدم.
كيف تحصل السكتة الدماغية
الأسباب المباشرة العضوية
1.انسداد الشرايين Infarction
للأسباب السابقة، أو لأحدها، قد ينسد أحد جدران الشرايين في الدماغ أو العنق، وهذا إلى تموّت الخلايا الدماغية بسبب عدم وصول الدم المحمّل بالأكسجين الضروري لحياة الخلايا، وبسبب تموّت هذه الخلايا، فإن المهام التي كانت تنفذها المنطقة المحرومة أو المتموتة من الدماغ، تنعدم تماماً.
2.السكتة التخثرية Thrombosis
حالة التجلط هذه أكثر أشكال السكتة الدماغية حدوثاً، إذ أن 40% من كل السكتات الدماغية هي سكتة تخثرية. في هذا النوع من الإصابة تحصل إعاقة لتدفق الدم في الدماغ، إما عميقاً أو في الشرايين السباتية الخارجية، أي في العنق بسبب جلطة تتكون في أحد تلك الشرايين. إن أكثر ما يسبب هذا النوع من التجلط هو تصلب الشرايين، حيث تصبح الجدران الداخلية للشرايين أقل مرونة مما يسمح للترسبات الكثيفة من المواد الدهنية أن تضيّق مجاري الدم، مما يجعل مرور الدم صعباً، وبالتالي فإن ازدياد هذه الترسبات قد يسبب خثرة دموية، ومما يزيد حجم الخثرة وتفاقم المشكلة تواجد كميات عائمة من الكوليسترول تنجذب نحو الخثرة المتوضعة، والنتيجة تكون انسداد مجاري الدم.
3.السكتة الدماغية الإنسدادية Embolic Stroke
إن مزيجاً من النسيج الجسدي والدم والكوليسترول هو المسبب لهذا النوع من الإصابة وهذا المزيج يتكون وينشأ في مكان آخر من الجسد بعيداً عن الدماغ يكون عادة في القلب أو الشريان السباتي في العنق، ثم تنتقل إلى الدماغ، حيث تنفصل قطعة من هذا المزيج لتصبح سدّة يحملها الدم إلى الدماغ.
حصول السكتة الدماغية
ليس الفالج الشقي الأيمن أو الأيسر هو الأثر الوحيد الذي تخلفه السكتة الدماغية، فهناك آثار كثيرة تخلفها السكتة، وهذه الآثار تختلف حسب الإصابة إن كانت في النصف الأيمن من الدماغ أم في النصف الأيسر منه. من المعروف طبعاً أن مظاهر وآثار الإصابة في النصف الأيمن للدماغ تظهر في النصف الأيسر من الجسم، والإصابة في النصف الأيسر من الدماغ تظهر في النصف الأيمن. وليست دائماً العوارض متشابهة عند كل الأشخاص المصابين بالسكتة، ولكن عندما تحصل السكتة في مساحة محددة في الدماغ، فإننا نستطيع أن نميّز عوارض متشابهة، وهكذا فإن تحديد مكان الإصابة بدقة يساعد في التشخيص، وفي تحديد برنامج العلاج وإعادة التأهيل. والآن سوف نستعرض أهم العوارض المعروفة،والتي تحصل في كل نصف كروي من الدماغ، وتلك التي تحصل في جذع الدماغ والمخيخ.
عوارض سكتة النصف الكروي الأيمن من الدماغ
1. فالج شقي Hemiplegia في الجهة اليسرى من الجسم.
2. صعوبات في الإدراك، وتقييم ضعيف للأمور، وسلوك عدواني ومزاج متقلب.
3. إعاقة في الذاكرة البصرية وفقدان الحقل البصري الأيسر.
4. إفراط في الكلام، وثرثرة دون معنى، أو صمت شبه كامل وعجز في النطق وأحياناً حبسة كلامية Aphasia.
5. بعض المشاكل النفسية والعاطفية، حيث يتبدل المصاب، وبدون سبب ظاهر معروف من الضحك إلى البكاء، ومن الهيجان النفسي والاندفاع والانفعال الغير منضبط إلى الكسل والبلادة واللامبالاة، ومن العدوانية والشراسة، إلى الرقة واللطف والوداعة، حسب المنطقة المصابة، فص جبهي أو جداري.
عوارض سكتة النصف الكروي الأيسر من الدماغ
1. الفالج الشقي في الجهة اليمنى من الجسم، وغالباُ ما يكون هذا النوع من الفالج ( الأيمن ) أصعب من الأيسر، وأقل تجاوباً مع البرنامج التأهيلي، وهو ما يلاحظه المعالجون، ولكن يبقى هذا الكلام يفتقر إلى البرهان العلمي، إذ إن هناك الكثير من حالات الفالج الأيمن قد تعافت بسرعة مذهلة دون أن تخلف أي أثر يذكر.صعوبة في مشاكل اللغة، وفقدان جزئي مؤقت للمقدرة على الكلام، أو فقدان كلي دائم وهو يسمى بالحبسة الكلامية Aphasia ويكون أكثر في حالات إصابات الدماغ الأيسر منها في الأيمن ( أي أنها ترافق الفالج الأيمن الشقي ).يرافق الحبسة الكلامية أحياناً نسيان جزئي مؤقت للكتابة أو الفقدان الجزئي لهذه الوظيفة المكتسبة، والتي غالباً ما تكتمل بالتدريج أثناء البرنامج العلاجي.وهناك أيضاً مشاكل أخرى ترافق الحبسة الكلامية مثل أخطاء في صياغة الجمل والكلمات وبالتالي نقص في القدرة على التعبير.وأيضاً تكرار الجمل والعبارات والكلمات مراراً، كتكرار عبارات الترحيب أو تكرار الكلمات غير اللائقة، أو بعض العبارات البذيئة.....إلخ.بعض الصعوبات في قراءة بعض الكلمات، ناتجة عن الصعوبة في رؤيتها بشكل واضح.نقص في الأبصار وفقدان الحقل البصري الأيمن في بعض الحالات.ضعف في الذاكرة والتركيز ونسيان دائم لأسماء الأمكنة المحيطة والأسماء المعروفة والمتواجدة في المحيط اليومي.حالات متقطعة من الاكتئاب النفسي، والانغلاق على الذات، ومقاطعة المجتمع والمحيط الخارجي بكامله، وهذه الحالة (الاكتئاب) متواجدة عند المصابين بالسكتة الدماغية اليسرى بنسبة 70% بينما هذه النسبة عند المصابين بالسكتة اليمنى 15% فقط حسب إحصاءات متعددة.من الأعراض الأخرى للسكتة الدماغية اليسرى، صعوبات في عمليات الحساب، ونقص في القدرة على إجراء العمليات الحسابية الأربعة، وخاصة الذهنية منها، وبالتالي خوف وعجز أمام عالم الأرقام. ضعف في ذاكرة الألفاظ، وعدم مقدرة وإحباط في معالجة المعلومات، وهي مرحلة مؤقتة غالباً، ودائمة أحياناً تتصف بعدم المقدرة على فهم العالم الخارجي عالم مصادر التنبيه والإحساس، وضعف في المقدرة على صياغة وتنظيم خطط العمل. هناك أسئلة توضح الأسباب النفسية والانفعالية التي قد تكون السبب المباشر في حصول السكتة، فقد تكون حدثت أثناء مناقشة حادّة، أو انفعال عنيف أو نتيجة خبر مزعج مفاجئ، أو مفرح، أو كارثة، أو جائرة، أو نجاح غير متوقع....إلخ.
هذه المعلومات التشخيصية إضافة إلى التدعيم بالاستقصاءات المخبرية والشعاعية تساعد في معرفة طبيعة الشخص المصاب، وموقع حصول السكتة عنده، وسبب حصولها، وتساهم في تحديد ما يجب فعله، ونوع العلاج الدوائي أو الجراحي أحياناً، والأهم من ذلك برنامج إعادة التأهيل.
برنــامــج التأهيــل (العــلاج الطبيــعي)
بعد معرفة سبب السكتة الدماغية وكذلك مكانها، يمكن البدء بإعداد برنامج تأهيلي وعلاجي، ومنها الآتــي:
التمــــارين السلبيـــة
PASSIVE MOVEMENT
- المقصود بالحركة السلبية هو أنها حركة تتم على المفصل أو عدة مفاصل بفعل قوة خارجية يقوم بها المعالج أو المريض نفسه أو جهاز ميكانيكي وكل ذلك يتم بدون مشاركة العضلات في أداء الحركة بشكل مباشر .
- أقسام الحركات السلبية:
ا- الحركات السلبية الإرتخائيةRELAXED PASSIVE MOVEMENT:
هذه الحركات تؤدى بواسطة الشخص المعالج وتكون الحركة في حدود المدى الحركي الطبيعي للمفصل كلما أمكن ذلك أو في حدود ما يمكن للجسم تحمله من آلام بقدر مقبول .
- المبادئ الأساسية لعمل الحركات السلبية الإرتخائية:
1/ الإرتخاء Relaxation
2/ الإستنادSupport
3/ وضع المعالج وطريقة إمساكه للعضو Stans& grasp
4/ التثبيت Fixation
5/ الشد على المفصل Traction
ب-الحركات السلبية المساعدة على مرونة المفصل
Passive joint mobilization:
وهي حركات سلبية اهتزازية يتم أداؤها بطريقة سريعة في مدى حركي محدود تهدف إلى زيادة مرونة المفصل المتيبس وتؤدي بطريقة هادئة أو شدة ولكن في حدود .
ج- الحركات السلبية الإستطاليةPassive stretch:
هي حركات تؤدى في إتجاه معاكس للقصر وبقوة شد تدريجي ومستمر بغرض استطالة العضلات والأوتار ويتم تطبيقها في الحالات التي تنكمش وتقصر فيها العضلات .
وبعد البرنامج السابق يوجد كذلك تمارين لتعليم المشي وكذلك تمارين التوازن وبعدها إن أمكن الابتداء بالتمارين الإيجابية أو الإرادية وأقسامها Active Exercises
أيضا من برنامج التأهيل لحالات الجلطة الدماغية يمكن الاستفادة من العــلاج الكهربائي وكذلك العلاج المائي والموجودة في أقسام العلاج الطبيعي.........