العلاج الوظيفي: مهنة وطريق حياة
إنّ مهنة العلاج الوظيفي (ריפוי בעיסוק – Occupational Therapy) تعتبر من المهـن التي تختص بالتأهـيل والعلاج والإرشاد لكافة فئات المرضى والمصابين والمعاقـين جسديا، و/أو عـقليا، و/أو نفسيا و/أو حـسيًا. تتميز هذه المهنة عن غيرها من المهن العلاجية والتأهـيلية بكونها ذات نظرة شاملة للإنسان المصاب/المعاق بما يتعلق بأدائه اليومي، استقلاليته في البيت وخارجه، مهاراته الجسدية والحسية والذهنية، تأهيله في مجتمعه القريب بنجاعة، الحفاظ على دوره الإجتماعي داخل أسرته وفي بيئته العائلية وغيرها من المهام ومهارات الأداء الأخرى الخاصة بكل فرد.
أخصّائي العلاج الوظيفي يتدخل مهنيا في علاج وتأهيل كل إنسان فقد قدرته على أداء مهامه وفعالياته المتوقعة منه حسب جيله وجنسه وخلفيته الإجتماعية وعقيدته الدينية ومستواه الثقافي العام ومستواه التعليمي الرسمي.
فعلى سبيل المثال، طفل في الثالثة من عمره كان قد وُلدَ خديجا في الشهر السابع من الحمل وتبين لاحقا أنّ تطور مهاراته الحركية والحسية والذهنية قد تباطأت بالمقارنة مع أبناء جيله وبالإعتماد على معدلات النمو العام للأطفال.
في هذه الحالة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات التطورية الشاملة لمهارات الطفل وأدائه العام ومن ثم يقوم ببناء خطة علاجية شاملة لتحسين مستويات الأداء في كافة المجالات المتوقعة من هذا الطفل: الحركة، المشي، الركض، اللعب بالكرة وبالدراجة، استعمال الألعاب التركيبية، تمييز الصور المختلفة وتسمية محتوياتها، تطوير التآزر الحركي-البصري خلال تنفيذ فعاليات مناسبة لجيله التطوري، دعم مقدرته على اللعب مع إخوته أو مع أطفال آخرين، الإصغاء لسرد شفهي لقصة أطفال مناسبة، تناول قطع الفاكهة أو البسكويت بمفرده وغيرها من المهارات.
مثال آخر، شاب في الثلاثين من عمره كان يعاني من إصابات خطيرة في حادث طرق حيث أنه أصيب جسديا بكسور في أطرافه العلوية وصدمة حادة في الرأس حيث سبّـبت نزيفا داخل الدماغ وتـلفا في بعض أنسجة الدماغ العصبية مما أدى لحدوث شـلل نصفيّ في الجهة اليمنى من جسده وإلى مشكلة في الذاكرة السمعية والبصرية وإلى فـقـدان الإستقـلالية في أداء فعالياته اليومية الروتينية داخل المنزل وإلى فقـدان قدراته على الإستمرار في أي عمل أو مهنة.
في هذه الحالة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات المختلفة لمقدرات هذا الشاب في كافة مجالات الأداء: الحركي، الحسـيّ، الإستقلالية في الفعاليات اليومية، الذاكرة السمعية والبصرية، التمييز الذهني، مهارات التفكير والتحليل والإسـتنتاج المنطقي بما يتناسب وجيله الزمني، مهارات استعمال الأدوات المرتبطة بحياته اليومية داخل البيت، مهارات استعمال الأجهزة المختلفة المرتبطة بتأهيله مهنيا كالحاسوب والتلفون وبطاقة الإعتماد وغيرها.
وفي المرحلة القادمة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي ببناء خطة للعلاج وللتأهيل تتناسب ونتائج التقييم الشامل حيث يتم تحديد طرق العلاج وأساليب التأهيل المناسبة لهذه الحالة تحديدا دون غيرها. أحيانا، يرى الأخصائي أنّ هنالك حاجة للتوصية باستعمال أدوات مساعِدة وأجهزة خاصة لدعم قدرات الشخص المصاب على القيام بمهامه وفعالياته بصورة مستقلة. وأحيانا أخرى يرى الأخصائي حاجة للتوصية بإجراء تعديلات وتغييرات في المبنى السكني ومحيطه القريب بهدف التسهيل على الحركة والتنقـّل بمساعدة كرسي عجلات وتمكين الشخص المصاب من دخول غرف البيت وغرفة المنافع بسهولة وأمان. كما ويقوم الأخصائي بزيارات منزلية إذا دعت الحاجة لذلك بهدف الإستمرار بمسيرة العلاج والإرشاد والتوجيه والدعم للمصاب ولأفراد عائلته على مدى أشهر طويلة حتى الوصول لمرحلة إنجاز الأهداف العلاجية والتأهيلية المرجوّة.
مثال ثالث، إمرأة في الخمسينات من عمرها متزوجة من ممرّض مؤهّـل ولها ثلاثة أبناء وفـتاة واحدة جميعهم في سنوات العشرين من العمر. هذه المرأة قد أصيبت بشلل نصفي بسيط نتيجة لنزيف دماغي سببه ضغط الدم المرتفع ومرض السكـّري الذي بدأت تعاني منه منذ أن كانت في الثلاثينات من عمرها. بعد قيام أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات والفحوصات المختلفة تبيّـن أن هذا الشلل النصفي قد أدى إلى ضعف ملحوظ في قوة العضلات في الجهة اليسرى من جسدها وإلى انخفاض في دقة إدراك الحواس الجسدية كمهارة اللمـس وإدراك الحركة في المفاصل. كما وفقـدت هذه المرأة قدرتها على القيام بمهامها المنزلية وفعالياتها اليومية الروتينية وفقدت جزئيا دورها كأم وكزوجة وكفرد فعال ومؤثر في عائلتها الموسعة. وبالإضافة لذلك، أصبح التنقـّل داخل البيت وخارجه مهمة صعبة ومشروطة بالإعتماد على سند للجهة اليسرى من جسدها. في هذه الحالة، يقوم الأخصائي ببناء خطة علاجية وتأهيلية شاملة ومدروسة تطمح لإنجاز أهداف العمل المهني في كافة مجالات الأداء الخاصة بهذه المرأة دون غيرها من النساء:
فإذا كانت هذه المرأة مسلمة متدينة وقد اعتادت أن تصلـّي في منزلها أو عربية مسيحية قد اعتادت زيارة الكنيسة أيام الأحد صباحا، فيكون أحد الأهداف الرئيسية في الخطة العلاجية الشاملة وأحد مسؤوليات الأخصائي أن تستطيع هذه المرأة أن تقوم بالمهارات الحركية والحسية والإجتماعية والذهـنية المطلوبة لأداء الصلاة في المنزل أو في الكنيسة حتى ولو احتاج ذلك استعمال كرسي عجلات أو أدوات مساعِـدة أو مرافقة من أحد أفراد العائلة الأكثر ملاءمة لهذه المهمة بالذات
إنّ مهنة العلاج الوظيفي (ריפוי בעיסוק – Occupational Therapy) تعتبر من المهـن التي تختص بالتأهـيل والعلاج والإرشاد لكافة فئات المرضى والمصابين والمعاقـين جسديا، و/أو عـقليا، و/أو نفسيا و/أو حـسيًا. تتميز هذه المهنة عن غيرها من المهن العلاجية والتأهـيلية بكونها ذات نظرة شاملة للإنسان المصاب/المعاق بما يتعلق بأدائه اليومي، استقلاليته في البيت وخارجه، مهاراته الجسدية والحسية والذهنية، تأهيله في مجتمعه القريب بنجاعة، الحفاظ على دوره الإجتماعي داخل أسرته وفي بيئته العائلية وغيرها من المهام ومهارات الأداء الأخرى الخاصة بكل فرد.
أخصّائي العلاج الوظيفي يتدخل مهنيا في علاج وتأهيل كل إنسان فقد قدرته على أداء مهامه وفعالياته المتوقعة منه حسب جيله وجنسه وخلفيته الإجتماعية وعقيدته الدينية ومستواه الثقافي العام ومستواه التعليمي الرسمي.
فعلى سبيل المثال، طفل في الثالثة من عمره كان قد وُلدَ خديجا في الشهر السابع من الحمل وتبين لاحقا أنّ تطور مهاراته الحركية والحسية والذهنية قد تباطأت بالمقارنة مع أبناء جيله وبالإعتماد على معدلات النمو العام للأطفال.
في هذه الحالة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات التطورية الشاملة لمهارات الطفل وأدائه العام ومن ثم يقوم ببناء خطة علاجية شاملة لتحسين مستويات الأداء في كافة المجالات المتوقعة من هذا الطفل: الحركة، المشي، الركض، اللعب بالكرة وبالدراجة، استعمال الألعاب التركيبية، تمييز الصور المختلفة وتسمية محتوياتها، تطوير التآزر الحركي-البصري خلال تنفيذ فعاليات مناسبة لجيله التطوري، دعم مقدرته على اللعب مع إخوته أو مع أطفال آخرين، الإصغاء لسرد شفهي لقصة أطفال مناسبة، تناول قطع الفاكهة أو البسكويت بمفرده وغيرها من المهارات.
مثال آخر، شاب في الثلاثين من عمره كان يعاني من إصابات خطيرة في حادث طرق حيث أنه أصيب جسديا بكسور في أطرافه العلوية وصدمة حادة في الرأس حيث سبّـبت نزيفا داخل الدماغ وتـلفا في بعض أنسجة الدماغ العصبية مما أدى لحدوث شـلل نصفيّ في الجهة اليمنى من جسده وإلى مشكلة في الذاكرة السمعية والبصرية وإلى فـقـدان الإستقـلالية في أداء فعالياته اليومية الروتينية داخل المنزل وإلى فقـدان قدراته على الإستمرار في أي عمل أو مهنة.
في هذه الحالة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات المختلفة لمقدرات هذا الشاب في كافة مجالات الأداء: الحركي، الحسـيّ، الإستقلالية في الفعاليات اليومية، الذاكرة السمعية والبصرية، التمييز الذهني، مهارات التفكير والتحليل والإسـتنتاج المنطقي بما يتناسب وجيله الزمني، مهارات استعمال الأدوات المرتبطة بحياته اليومية داخل البيت، مهارات استعمال الأجهزة المختلفة المرتبطة بتأهيله مهنيا كالحاسوب والتلفون وبطاقة الإعتماد وغيرها.
وفي المرحلة القادمة يقوم أخصائي العلاج الوظيفي ببناء خطة للعلاج وللتأهيل تتناسب ونتائج التقييم الشامل حيث يتم تحديد طرق العلاج وأساليب التأهيل المناسبة لهذه الحالة تحديدا دون غيرها. أحيانا، يرى الأخصائي أنّ هنالك حاجة للتوصية باستعمال أدوات مساعِدة وأجهزة خاصة لدعم قدرات الشخص المصاب على القيام بمهامه وفعالياته بصورة مستقلة. وأحيانا أخرى يرى الأخصائي حاجة للتوصية بإجراء تعديلات وتغييرات في المبنى السكني ومحيطه القريب بهدف التسهيل على الحركة والتنقـّل بمساعدة كرسي عجلات وتمكين الشخص المصاب من دخول غرف البيت وغرفة المنافع بسهولة وأمان. كما ويقوم الأخصائي بزيارات منزلية إذا دعت الحاجة لذلك بهدف الإستمرار بمسيرة العلاج والإرشاد والتوجيه والدعم للمصاب ولأفراد عائلته على مدى أشهر طويلة حتى الوصول لمرحلة إنجاز الأهداف العلاجية والتأهيلية المرجوّة.
مثال ثالث، إمرأة في الخمسينات من عمرها متزوجة من ممرّض مؤهّـل ولها ثلاثة أبناء وفـتاة واحدة جميعهم في سنوات العشرين من العمر. هذه المرأة قد أصيبت بشلل نصفي بسيط نتيجة لنزيف دماغي سببه ضغط الدم المرتفع ومرض السكـّري الذي بدأت تعاني منه منذ أن كانت في الثلاثينات من عمرها. بعد قيام أخصائي العلاج الوظيفي بإجراء التقييمات والفحوصات المختلفة تبيّـن أن هذا الشلل النصفي قد أدى إلى ضعف ملحوظ في قوة العضلات في الجهة اليسرى من جسدها وإلى انخفاض في دقة إدراك الحواس الجسدية كمهارة اللمـس وإدراك الحركة في المفاصل. كما وفقـدت هذه المرأة قدرتها على القيام بمهامها المنزلية وفعالياتها اليومية الروتينية وفقدت جزئيا دورها كأم وكزوجة وكفرد فعال ومؤثر في عائلتها الموسعة. وبالإضافة لذلك، أصبح التنقـّل داخل البيت وخارجه مهمة صعبة ومشروطة بالإعتماد على سند للجهة اليسرى من جسدها. في هذه الحالة، يقوم الأخصائي ببناء خطة علاجية وتأهيلية شاملة ومدروسة تطمح لإنجاز أهداف العمل المهني في كافة مجالات الأداء الخاصة بهذه المرأة دون غيرها من النساء:
فإذا كانت هذه المرأة مسلمة متدينة وقد اعتادت أن تصلـّي في منزلها أو عربية مسيحية قد اعتادت زيارة الكنيسة أيام الأحد صباحا، فيكون أحد الأهداف الرئيسية في الخطة العلاجية الشاملة وأحد مسؤوليات الأخصائي أن تستطيع هذه المرأة أن تقوم بالمهارات الحركية والحسية والإجتماعية والذهـنية المطلوبة لأداء الصلاة في المنزل أو في الكنيسة حتى ولو احتاج ذلك استعمال كرسي عجلات أو أدوات مساعِـدة أو مرافقة من أحد أفراد العائلة الأكثر ملاءمة لهذه المهمة بالذات
مع تحياتي واحترامي للجميع
KASIR