اليوم عدت لألملم بقايا ذكرياتي وأجمع ما تشتت منها ... لكنها كثيرة مبعثرة في كل مكان ... بعضها استطعت استرجاعه وبعضها الآخر اختفى خلف جدار الزمن ... بعضها أضعته وبعضها الآخر لم أتذكر أصلاً أنه كان موجوداً ... لكن هناك أوراق من ذكرياتي هي للقلب أقرب لم تضيعها الأيام وستبقى مصدر سعادتي وإن غابت عن عيني لآخر العمر ...
لثوان ٍ قليلة ... مرت أمام عيني الحافلة التي كانت تنقلنا إلى مستشفى البشير أثناء الدوام العملي ... كانت لحظات وثوان ٍ قصيرة ... لكنها أعادت إلى مخيلتي صور ساعات وأيام طويلة وأوقات لا أستطيع سوى السكوت عاجزة عن وصفها ...
وفي صورة أخرى من ألبوم ذكرياتي .........
ذهبت إلى الكلية في الصباح الباكر - كما كنت أفعل قديما ً في أيام الدراسة - وحينما وصلت ... وعند المدخل تماماً وقفت فجأة كأن صدمة أصابتني عندما نظرت إلى الداخل فلم أرَ (( دفاتر التخرج )) ... ولم أرَ الوجوه التي اعتدت رؤيتها هناك ... يبدو أنني نسيت أنهم رحلوا وأخذوا معهم تلك الدفاتر التي كانت تزين الحائط ...!!!
وفي نهاية اليوم عندما قررت المغادرة ... رفضت روحي المسير معي وفضلت أن تفارقني على أن تفارق ورقات الشجر وعطر الورود و نسمات الهواء التي كانت تحييها في (( التكنو )) ... فرحلت وتركتها خلفي لعلها ترد إليّ في لحظات الشوق بعض ذكرياتي ... أو لعل أحداً يهمه وجودها يشعر بها حوله عندما يمر من هناك ...
وعدت إلى بيتي أكفكف عبراتي و أقول :"صبراً صبراً فإذا الوجوه أجبرتها الأيام على الغياب فلن يعني ذلك افتراق القلوب...وستتلاقى الأرواح إلى الأبد"...
NicERosE
12/July/2009